



بعد فترة مميزة قضاها النادي الأبيض مع مطلع الألفية الجديدة كانت الأبرز بتاريخه بتحقيق تسع بطولات خلال أربعة أعوام كان الإستقرار أهم مميزات الزمالك بها خصوصاً على المستوى الإداري. ورغم أن هذه الفترة أيضاً شهدت تغييرات بالأجهزة الفنية , إلا أن التغيير كان أكثر هدوءاً من الأعوام التي تلتها وكانت الأسماء جديرة بالثقة وآخرها البرتغالي نيلو فينجادا الذي رحل نهاية موسم 2003 – 2004 بدون أي سبب مقنع رغم تقديمه لأحد أفضل مواسم النادي الأبيض عبر تاريخه. ومع بداية موسم 2004 – 2005 بدأت المعاناة الحقيقية لنادي الزمالك والتي تمثلت في انعدام الإستقرار على الصعيدين الفني والإداري , فبخلاف تعاقب مجالس إدارة عديدة خلال هذه الفترة مر على النادي ستة عشر جهازاً فنياً مختلفاً قادهم عشر مديرين فنيين , بخلاف عشرات الصفقات التي لم يستفد نادي الزمالك سوى بالقليل جداً منها. دراجوسلاف وكابرال
دراجوسلاف لم يقدم جديداً للزمالك
مع بداية موسم 2004 – 2005 تعاقد الزمالك مع المدير الفني الألماني ذو الأصول الصربية دراجوسلاف سيبانوفيتش صاحب المسيرة الجيدة في التسعينيات " قاد باير ليفركوزن وأينتراخت فرانكفورت وأتليتيك بلباو وأيك أثينا ". وعلى صعيد الصفقات تعاقد الزمالك مع أحمد بكري, أبو خنجر, حسام زينهم, محمد اليماني ومن الأجانب العراقي صالح سدير والكاميروني مارك مبواه. وكانت البداية مؤشراً واضحاً لشكل الزمالك في هذا الموسم حيث فقد الفريق عشر نقاط خلال مبارياته الثمان الأولى بالدوري ليتخلف بفارق هذه النقاط العشر عن نادي الأهلي الذي لم يخسر أي نقطة وحقق ثمان انتصارات متتالية, ويقرر مجلس إدارة نادي الزمالك إنهاء عقد دراجوسلاف والإيتعانة بالبرازيلي كابرال الذي كان مجلس الإدارة السابق بالنادي قد أقاله قبل عامين رغم تقديمه لموسم أكثر من رائع مع النادي الأبيض. وكانت هناك علامات استفهام حول تعاقد الزمالك مع كابرال مرة أخرى, فرغم النتائج الممتازة التي حققها الفريق تحت قيادته, إلا أن الطريقة " المهينة " التي أخرجه بها الزمالك كانت بالتأكيد عالقة بذهن الرجل , ولكن ما حدث أنه وافق وعاد لقيادة الزمالك بعد مرور حوالي ثلث الموسم المحلي. وكما كان متوقعاً ظهرت المشاكل منذ اليوم الأول لقدوم كابرال الذي خرج البعض ليصفه بأنه جاء للإنتقام مما حدث له وليس لقيادة الزمالك نحو الإنجازات ! .. فكان البرازيلي دائم المطالبة بأشياء مثل الـ DVD والدش والسيارة والسكن .. إلخ. وسار الزمالك بشكل غاية في السوء مع كابرال لدرجة أن الفريق أصبح غنيمة لكل فريق الدوري التي استغلت انهيار القلعة البيضاء ولم يفز الزمالك بالدور الثاني سوى مباراة وحيدة على الإسماعيلي ليصبح أسوأ فريق الدوري بالدور الثاني وينهي موسمه بالمركز السادس. بوكير ضيف شرف وجعفر لم يحتمل
مرتضى لم يترك بوكير في قيادة الزمالك طويلاً
بعد نهاية الموسم المخزي للزمالك خرج كابرال مرة أخرى واستعان الزمالك بالألماني ثيو بوكير الذي كانت له تجربة ناجحة بمصر من قبل مع نادي الإسماعيلي , وبدأ بوكير مشواره مباشرة خلال فترة الصيف نظراً لاستمرار منافسة الزمالك ببطولة دوري أبطال أفريقيا في ذلك الوقت. وبدأ بوكير بشكل جيد مع الزمالك بدور الثمانية دوري أبطال أفريقيا ولكن بدا من جديد النادي الأبيض في طريقه لفترة جديدة من عدم الإستقرار عندما تعاقد مجلس إدارة النادي مع أكثر من لاعب لم يرغب بهم أو يطلبهم المدير الفني الألماني. وأبرم النادي الأبيض صفقات عديدة مطلع هذا الموسم " مصطفى جعفر , يوسف حمدي , تامر عبد الوهاب . أحمد حسام , علاء عبد الغني , فرج شلبي , عادل فتحي وحسام زينهم " وعلى صعيد اللاعبين الأجانب تعاقد النادي مع الغاني جونيور والبرتغالي إديسون سوزا والنيجيري كينج ساني. وبدأ الزمالك موسمه المحلي بشكل مخيب بالتعادل أمام الإتحاد السكندري ليعجل مجلس إدارة نادي الزمالك بنهاية مسيرة بوكير مع الزمالك بعد أسبوع واحد من بداية الموسم. وفضل النادي الأبيض الإستعانة بأحد أبناء النادي في هذه المرحلة , ولم يجد أنسب من فاروق جعفر ليكمل المشوار , وأكمل جعفر مشوار " بوكير " بالبطولة الأفريقية بعد أن ضمن الأول مع الفريق التأهل للدور نصف النهائي وخسر جعفر آخر مباريات دور المجموعات أمام النجم الساحلي التونسي ليتأهل خلفه وصيفاً للمجموعة. وبالدور نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا اصطدم الزمالك بالنادي الأهلي وخسر ذهاباً وإياباً بهدفين لهدف ثم بهدفين نظيفين وهو ما لم يثر جماهير الفريق كثيراً نظراً لفارق المستوى والنتائج بين الفريقين في تلك الفترة. ولكن المشوار المحلي هو ما أنهى مسيرة جعفر مع الفريق بعدما فشل الزمالك للموسم الثاني على التوالي في المنافسة على لقب الدوري ونال بهذا الموسم هزيمة تاريخية بخماسية نظيفة أمام نادي حرس الحدود. وبعد رحيل جعفر تعاقد نادي الزمالك مع البرتغالي مانويل كاجودا كثالث مدير فني للفريق بالموسم وأكمل كاجودا المشوار بالدوري بالمركز الثاني خلف النادي الأهلي بفارق أربعة عشر نقطة. ميشيل يقود ثلاثة أجهزة فنية ثم يهرب !
هنري ميشيل قادة ثلاثة أجهزة
استمر كاجودا مع الزمالك وبدأ الموسم الجديد بخسارة مفاجئة أمام غزل المحلة قبل أن يخسر الفريق اثنتي عشرة نقطة كان آخرها الهزيمة بهدفين أمام المصري ليعلن مجلس الإدارة رسمياً عن إقالة البرتغالي كاجودا من تدريب الفريق. وكان الزمالك قد أنهى العديد من الصفقات هذا الموسم على مستوى اللاعبين أبرزها التعاقد مع عمرو زكي الذي كان عائداً من تجربة احترافية غير موفقة بنادي لوكوموتيف موسكو الروسي , وأسامة حسن الظهير الأيسر لإنبي وعمرو الصفتي مدافع المصري والتونسيين يامن بن ذكري ووسام العابدي وأحمد غانم سلطان كما أنهى الزمالك التعاقد مع لاعبه السابق محمود عبد الرازق " شيكابالا " من نادي باوك اليوناني. وتأملت جماهير الزمالك خيراً مع الإعلان منتصف الموسم عن تولي الفرنسي هنري ميشيل تدريب الفريق خصوصاً وأن الأخير كان قد أنهى تجربة رائعة مع المنتخب الإيفواري قاده بها للظهور بكأس العالم لأول مرة بتاريخ الأفيال قبل أن يقدم معه مباريات ممتازة بالمونديال. ولكن لم يستمر التفاؤل كثيراً حيث خرج الفريق بشكل صادم من الدور الأول لدوري أبطال أفريقيا على يد الهلال السوداني قبل أن يتلقى صدمة أكثر قسوة بتوديع دوري أبطال العرب من الدور نصف النهائي على يد الفيصلي الأردني بالهزيمة بهدفين نظيفين في القاهرة. وبخلاف الإحباطات على مستوى النتائج بدا ميشيل غير متوافق مع الكثير من العناصر الزملكاوية فرحل محمود سعد الذي بدأ معه المشوار لخلافات بين الإثنين , قبل أن يرحل مساعده أيمن منصور أيضاً بعد عدم توافق. وبعد نهاية الموسم ومع الإستعداد للموسم الجديد , وبعد تغييره لمدربين تحت قيادته جاء الخبر الذي أدهش جماهير الزمالك بترك ميشيل لمعسكر الفريق بفرنسا ورحيله عن النادي دون سابق إنذار. وبرر البعض رحيل ميشيل باستيائه من عدم تلبية مجلس الإدارة رغبته بالإستغناء عن بعض الأسماء التي يراها غير صالحة للإستمرار , بينما رأى البعض الآخر أن ميشيل خطط لهذا الـ " هروب " مسبقاً بالإتفاق مع الإتحاد المغربي لتدريب منتخبه الأول. كرول يقود الفريق لأول بطولة بعد أربع سنوات
كرول وحلمي حققا مع الزمالك بطولة الكأس
بعد تجربة طيبة مع النادي في التسعينيات , فضل مجلس إدارة نادي الزمالك الإستعانة بالهولندي رود كرول لقيادة الفريق بموسم 2007 – 2008. وتعاقد الزمالك هذا الموسم مع مدافعه السابق بشير التابعي والظهير الأيسر الأردني خالد سعد ومحمد عبد الله لاعب الإسماعيلي والأهلي السابق ثم الصفقة التي أثارت ضجة كبيرة بالتعاقد مع مهاجم النادي الأهلي الشاب شريف أشرف. وعلى مستوى بطولة الدور الممتاز لم يحدث جديد , وفشل الزمالك مبكراً في مجاراة النادي الأهلي الذي أحكم قبضته على الصدارة , بينما سار الفريق بشكل طيب في بطولة الكأس. ومثل سابقه ميشيل لم يعش كرول استقراراً على مستوى جهازه المساعد فرحل أيمن منصور وأكمل معه الموسم محمد حلمي. ومن جديد عادت معاناة الجماهير البيضاء بخروج مهين للفريق من دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا بحوله رابعاً وأخيراً بمجموعته. وعلى مستوى بطولة الدوري فشل الفريق بنهاية الموسم حتى في نيل مركز الوصيف وتراجع للمركز الثالث خلف الأهلي والإسماعيلي. ولكن جاء ختام الموسم ليعيد البسمة للجماهير البيضاء تحت قيادة رود كرول وتوج الفريق ببطولة كأس مصر بعد أربع سنوات عجاف , وهي البطولة التي لم تمنع استقالة كرول والذي مانت الإدارة تفكر جدياً بإقالته قبل أن يأخذ هو قرار الرحيل رغم التتويج ببطولة الكأس. هولمان ورفعت ودي كاستل
دي كاستال آخر مدير فني للزمالك
بعد مفاوضات مع الإيطالي زاكيروني الذي قاد سابقاً قطبي مدينة ميلانو والذي زار مصر ونادي الزمالك ثم أختفى ولم يعد , استقر مجلس إدارة نادي الزمالك على التعاقد مع الألماني راينر هولمان المدير الفني السابق للنادي الأهلي , واستمر محمد حلمي الذي عمل سابقاً مع معاوناً لهولمان. وكان هذا المصير مثيراً للضجة على صعيد الصفقات رغم قلتها , فتعاقد النادي مع مهاجم منتخب غانا ونادي نوتنجهام فورست الإنجليزي جونيور أجوجو ولاعب النادي السابق صاحب التجربة الطويلة بتركيا أيمن عبد العزيز , ومدافع الإسماعيلي هاني سعيد بعد قصة درامية ما بين توقيعه للنادي ثم عدوله واتجاهه للأهلي وعودته " مجبراً " للنادي الأبيض , بينما تعاقد النادي بهدوء مع الثلاثي علاء كمال ومحمود سمير لاعبي المقاولون العرب وعمرو عادل مدافع طلائع الجيش. ورغم التعادل أمام الإتحاد السكندري بالأسبوع الثاني , إلا أن بداية الزمالك كانت جيدة وحقق أربع انتصارات بمبارياته الخمس الأولى ليتصدر جدول الدوري بشكل مؤقت مع تواجد مباريات مؤجلة للأهلي بسبب مشاركاته الأفريقية ولتستبشر جماهير الزمالك خيراً بموسم ينافس به فريقها بشكل حقيقي على اللقب المحلي. ورغم اعتذار الزمالك عن المشاركة بكأس الإتحاد الأفريقي واقتصار موسمه على البطولتين المحليتين إلا أن الموسم سار كأسوأ مواسم النادي بتاريخه فودع بطولة الكأس على يد فريق بني عبيد الذي يلعب بالدرجة الثانية , قبل أن ينهار بشكل غريب ببطولة الدوري ليرحل هولمان الذي عاونه طارق يحيى بعد رحيل محمد حلمي. وبالشتاء تعاقد النادي مع السويسري دي كاستل , ولكن استمر الإنهيار ووصل الحال بالفريق لمصارعة الهبوط والتدني للمركز الحادي عشر بجدول الترتيب. وتمسك النادي بدي كاستل في فترة كانت عصيبة وقرر الجهاز الفني ومجلس الإدارة الإستعانة بشباب النادي لتتحسن نتائج الفريق ويستقر بمنتصف الجدول.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق